Saturday, February 18, 2012

الزوج النرجسي (آدم) وزوجته ذات الشخصية الحدية (شهرزاد). طبيعة الغراء الذي يمنع آدم وشهرزاد عن الانفصال: الجزء العاشر

على نحو نموذجي، تعاني شهرزاد، كشخصية حدية، من قلق تخلّ شديد. أي إن أية فكرة تخل تراودها، وبغض النظر عن كون تلك الفكرة وهما أم حقيقة، تدخلها في دوامة قلق شديد أو جسيم.
يحصل التخلي المادي و\أو المعنوي عادة خلال الطفولة ويتمثّل بالغياب العاطفي أو الجسدي لأمها أو لأبيها أو لكليهما أو من كان يقوم مقامهما بتقديم الرعاية. قد يكون احد الوالدين، على سبيل المثال أو كليهما، مدمنا الكحول أو المخدرات أو قد يقوم بالإساءة المعنوية أو الجسدية على تعدد أشكالها وأنواعها لأفراد عائلته أو لواحد منهم.
وتذهب مثيلات شهرزاد، بصورة لا شعورية وخارجة عن نطاق الوعي، إلى إدامة تلك الحلقة من خلال إبقاء أنفسهن في علاقة مسيئة، وبالتالي، تمثلن دور الضحية مرة أخرى وأخرى إلى ما لا نهاية؛ أي تحتفظ شهرزاد برابط الألم، إما الألم الذي توقعه شهرزاد على نفسها وإما ذلك الذي يوقعه آدم عليها. تعيش شهرزاد في حالة دائمة من القلق والترقب والرعب وتبقى إلى الأبد مخلصة وموالية لأمّها التي خسرتها أو أبيها أو من كان يقوم برعايتها و غفل عنها. لذلك، نرى بأن شهرزاد ترتبط بأبويها من خلال الألم، كما أن عدم مقدرتها على مواجهة العيوب تمنعها من التعلم من تجاربها. إنها الضحية المزمنة... إنها كبش الفداء المزمن... وحين تجري خيانتها أو حين تواجه المشاكل، ستمضي بقية حياتها تعود وتحاول أن تصفي الحسابات القديمة وتتعادل ولو كان ذلك على حساب نفسها أو حساب الآخرين. وهذا يجعل منهم فريسة سهلة لإغراء آدم كرجل ذا شخصية نرجسية يزدهر وينمو على القوة والنجاح.
وحتى لا تشعر شهرزاد بأنه صار إلى التخلي عنها، فإنها تضع نفسها ضمن ذات زائفة (الذات التي تكذب الذات الحقيقية) في البداية تراها جذابة ومغرية جدا وساحرة. فبإمكانها حتى خداع أكثر المعالجين حنكة. ففي العلاج تمتص شهرزاد المعالج وتخدعه بإقناع ثابت مستخدمة سحرها المغري مما يجعل من الصعب على ابرع الناس إدراك الواقع.
للبحث صلة... الجزء الحادي عشر


No comments:

Post a Comment