Saturday, January 28, 2012

الزوج النرجسي (آدم) وزوجته ذات الشخصية الحدية (شهرزاد) . طبيعة الغراء الذي يمنع آدم وشهرزاد عن الانفصال: الجزء السادس


الجزء السادس
انطلاقا من هنا، لا تهدف شهرزاد ولا آدم ولا حتى هما يرغبان من خلال علاقتهما أو زواجهما، ويكون هذا دائما لا شعوريا وبصورة خارجة عن نطاق الوعي، إلى إقامة علاقة حب حقيقية أو التوصل إلى ارتباط حميم. فليس الحب أو الحميمية هما ما يسود تلك العلاقة، بل يسودها أواليات الدفاع العقلية التي تظهر وتتكشف على صورة الحسد والغيرة وحب التملك والخجل واللوم والسيطرة والهيمنة والتفكير المتطرف والإسقاط والتماهي مع الإسقاط (Projective-Identification).
يشكل شهرزاد وآدم ثنائيا بحيث يعيش كل منهما ضمن عالمه الداخلي الخاص. يعيش كلا منهما، ضمنيا، حياة بعيدا كل البعد عن أي مظهر من مظاهر الواقع. وهذه الحياة تبقى غير منظورة للعيان غير المدربة وغير واضحة للناس من حولهم. يكمن ضمن هذه العلاقة المتعثرة، شخصان توقف نضجهما الفكري ونموّه؛ وكأن التاريخ بالنسبة لكل منهما قد توقف في زمن ما في الماضي. يقوم واحدهما بإكراه الآخر والضغط عليه للعب ادوار معينة، مكررا الماضي. ويحصل هذا دائما بصورة لاشعورية وخارجة عن نطاق الوعي، أي تحدث الأمور بدون أي تخطيط من الطرفين، فتتشارك شهرزاد مع آدم في إثارة، في واحدهما الآخر، جروحا قديمة، عفا عنها الزمن. وفي الوقت عينه يتماهيان أو يبالغان في التماهي مع الإسقاطات السلبية لبعضهما البعض. لذلك، إن ما يجعل من شهرزاد وآدم ثنائيا مستحيلا هو أنه حتى عندما تعطيهما ما يريدان فإنك تكتشف أنهما "يرفضانه!"

No comments:

Post a Comment